هكذا قد تتسائل ، وأنت تقف
مشدوها أمام عالم يتهمك بالايرانية ، وينزل عليك أشد العقوبات المغلظة،
بينما ينحني هناك ، إجلالا وإكباراً لإيران العظمى.!
تتحسس وجهك الصنعاني ، علك تجد
ملمحا إيرانيا ، ندبة هنا أو حوزة هناك ، لكن دون جدوى ، حتى أنك قد تشبه
يونانيا ظل الطريق في موزمبيق ، أما إيراني فلا.. وعبثا تبحث في ذاكرتك
المحويتية عن اصول فارسية تعود لجدك الرابع والاربعين (حمود شاه الإرياني) ،
كما يخلو اسمك (ناجي) من روحاني أو آية الله أو خميني..
تخرج لسانك لترى إن كان ثمة
إيراني يقف على طرفها.. لاشيء من ذلك ، إلا إن كانت كلمات ، كهنجمة وعيباه
وأم الصبيان وشلونا الجن مصطلحات مجوسية..
تتلفت من حولك ، بحثا عن سجادة
أو شقارة أو سيارة إيرانية ، لكنها ولله الحمد صينية ، وقطعا لا يمكن لهذا
القات الارحبي البايت أن يكون اصفهانيا ، ولا لمقلى السلتة الصعدي أن يكون
جعفرياً.. وعندما تقع عيناك على بنت الصحن ، تتمتم بشك: هل يعقل أنها
اثناعشرية؟
تفتح التلفاز ، فإذا بالعريفي
والعودة والعفاسي ، وكل الجوقة الناطقة بإسم الله ، تقسم الأيمان أن
الخليفة الراشد جدا سلمان ، يشن حربا مقدسة على إيران في اليمن ، وأنت يمني
وفي اليمن ، وتنهال على رأسك صواريخ ملتحية ، ما يعني أنك إيراني أو أن
المستأجر في الطابق العلوي طهراني ..!
تغادر بيتك ، تحت القصف العفاسي
، وتتجه صوب شارع ايران بصنعاء ، فمن المؤكد أن اشباهك الايرانيين هناك
كُثر.. تقترب بحذر من بائعة الملوج ، وتسأل: عفوا.. الأخت إيرانية؟ وسرعان
ما يأتي الرد قاسيا ويمنيا: إيران في عينك يا سفيه..!
ألاف السيارات تزدحم قبالة
محطات النفط الخاوية ، بفعل الحصار العربي على إيران ، فهل كل هؤلاء
المنكوبون إيرانيون؟ تقرر قطع الشك باليقين ، وتسأل صاحب الهيلوكس في
الطابور الطويل: اسألك بالله ، أنت إيراني؟
فيجيبك شيخ وصاب الاربعيني: أيوه ، أنا ايراني وبيدلعوني ذماري ، وإذا ما صدقتنيش إسأل ابني حمورابي..!
لا بد أن هناك خطأ ما ، فإما أن
هذا العالم معتوه بما يكفي ليقوده رجيل كسلمان ، أو أنك إيراني ، فقد
ذاكرته الفارسية ، بعد أن سقط على رأسه اليماني..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لمشاركتكم ..... سيتم عرض التعليق الان مباشرتاً
في حال ان التعليق خالف قواعد النشر سيتم ازالته