السبت، 11 أبريل 2015

اشرف الكبسي .... هل أنت إيراني..؟

هكذا قد تتسائل ، وأنت تقف مشدوها أمام عالم يتهمك بالايرانية ، وينزل عليك أشد العقوبات المغلظة، بينما ينحني هناك ، إجلالا وإكباراً لإيران العظمى.!
تتحسس وجهك الصنعاني ، علك تجد ملمحا إيرانيا ، ندبة هنا أو حوزة هناك ، لكن دون جدوى ، حتى أنك قد تشبه يونانيا ظل الطريق في موزمبيق ، أما إيراني فلا.. وعبثا تبحث في ذاكرتك المحويتية عن اصول فارسية تعود لجدك الرابع والاربعين (حمود شاه الإرياني) ، كما يخلو اسمك (ناجي) من روحاني أو آية الله أو خميني..
تخرج لسانك لترى إن كان ثمة إيراني يقف على طرفها.. لاشيء من ذلك ، إلا إن كانت كلمات ، كهنجمة وعيباه وأم الصبيان وشلونا الجن مصطلحات مجوسية..
تتلفت من حولك ، بحثا عن سجادة أو شقارة أو سيارة إيرانية ، لكنها ولله الحمد صينية ، وقطعا لا يمكن لهذا القات الارحبي البايت أن يكون اصفهانيا ، ولا لمقلى السلتة الصعدي أن يكون جعفرياً.. وعندما تقع عيناك على بنت الصحن ، تتمتم بشك: هل يعقل أنها اثناعشرية؟
تفتح التلفاز ، فإذا بالعريفي والعودة والعفاسي ، وكل الجوقة الناطقة بإسم الله ، تقسم الأيمان أن الخليفة الراشد جدا سلمان ، يشن حربا مقدسة على إيران في اليمن ، وأنت يمني وفي اليمن ، وتنهال على رأسك صواريخ ملتحية ، ما يعني أنك إيراني أو أن المستأجر في الطابق العلوي طهراني ..!
تغادر بيتك ، تحت القصف العفاسي ، وتتجه صوب شارع ايران بصنعاء ، فمن المؤكد أن اشباهك الايرانيين هناك كُثر.. تقترب بحذر من بائعة الملوج ، وتسأل: عفوا.. الأخت إيرانية؟ وسرعان ما يأتي الرد قاسيا ويمنيا: إيران في عينك يا سفيه..!
ألاف السيارات تزدحم قبالة محطات النفط الخاوية ، بفعل الحصار العربي على إيران ، فهل كل هؤلاء المنكوبون إيرانيون؟ تقرر قطع الشك باليقين ، وتسأل صاحب الهيلوكس في الطابور الطويل: اسألك بالله ، أنت إيراني؟
فيجيبك شيخ وصاب الاربعيني: أيوه ، أنا ايراني وبيدلعوني ذماري ، وإذا ما صدقتنيش إسأل ابني حمورابي..!
لا بد أن هناك خطأ ما ، فإما أن هذا العالم معتوه بما يكفي ليقوده رجيل كسلمان ، أو أنك إيراني ، فقد ذاكرته الفارسية ، بعد أن سقط على رأسه اليماني..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لمشاركتكم ..... سيتم عرض التعليق الان مباشرتاً
في حال ان التعليق خالف قواعد النشر سيتم ازالته